ُحدث الذكاء الاصطناعي تحولاً جذرياً في كيفية إنتاج السلع والخدمات وتبادلها واستهلاكها، مما يُتيح آفاقاً جديدة من النمو. ومع ذلك، فإن عدم المساواة في الوصول إلى البنية التحتية والمهارات والقدرات الرقمية حول العالم، فضلاً عن تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، قد يُؤدي إلى توزيع غير متساوٍ للفوائد. يستكشف تقرير هذا العام العلاقة المعقدة وسريعة التطور بين الذكاء الاصطناعي والتجارة الدولية، وكيف يُمكن لهذه العلاقة أن تُشكل النمو الشامل.
يُتيح الذكاء الاصطناعي فرصاً جديدة لخفض تكاليف التجارة، وتعزيز الإنتاجية، وتوسيع نطاق الوصول إلى الأسواق العالمية، إلا أن تصميم وتنفيذ سياسات التجارة والسياسات المتعلقة بها سيؤثران بشدة على مدى قدرة التجارة المُمكّنة بالذكاء الاصطناعي على تحقيق نمو شامل. يُمكن لمنظمة التجارة العالمية أن تلعب دوراً محورياً في ضمان دعم الذكاء الاصطناعي للنمو واسع النطاق من خلال إدارة قواعدها، وتعزيز الحوار والشفافية وبناء القدرات، وتعميق التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي والتجارة الرقمية مع المنظمات الدولية الأخرى.
وفقًا للتقرير، يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يُؤدي إلى زيادات كبيرة في التجارة والناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2040، حيث من المتوقع أن ترتفع التجارة العالمية بنسبة 34-37% في مختلف السيناريوهات، بناءً على اختلاف درجات السياسات واللحاق التكنولوجي بين الاقتصادات منخفضة ومتوسطة ومرتفعة الدخل. في الوقت نفسه، يُمكن أن يشهد الناتج المحلي الإجمالي العالمي زيادة بنسبة 12-13% في مختلف السيناريوهات. وبدورها، يُمكن للتجارة أن تُمثل مُمكّنًا قويًا للنمو الشامل المدعوم بالذكاء الاصطناعي، من خلال مساعدة الاقتصادات على الوصول إلى السلع المُمكّنة للذكاء الاصطناعي، مثل المواد الخام وأشباه الموصلات والمدخلات الوسيطة. ويُقدّر تقرير منظمة التجارة العالمية أن التجارة العالمية في هذه السلع بلغت 2.3 تريليون دولار أمريكي في عام 2023.
تقول نغوزي أوكونجو إيويالا، المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، في مُقدّمتها للتقرير: “للذكاء الاصطناعي إمكانات هائلة لخفض تكاليف التجارة وتعزيز الإنتاجية. ومع ذلك، لا يزال الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي والقدرة على المشاركة في التجارة الرقمية غير متكافئين إلى حد كبير”.
Views: 4